أخبار الموقع

التعلم الهجين ( كيف نعود إلى المدارس في ظل أزمة كورونا ؟)

التعلم الهجين ( كيف نعود إلى المدارس في ظل أزمة كورونا ؟
بقلم / أ.محمد السيد 


   سؤال يتبادر إلى أذهان جميع التربويين، ويتساءلون عن الحلول والأفكار التي تساعدهم لتفعيل التعلم الهجين .
     توجد مجموعة من العناصر الأساسية التي يجب التفكير في تطويرها عند التفكير بالعمل بالتعلم الهجين وهي : 


1- تعزيز الصحة النفسية الإيجابية عند الطالب : 


إن دور المدرسة  لا يقتصر على مجرد كونها مكانًا يتزود الطالب فيه بالمعرفة وحسب، بل مجال تتفتح فيه شخصيته وترقى في ظل إمكاناته وتنمو فاعليته في المجتمع.



من وجهة نظري كتربوي تعامل مع الطالب عبر التعلم المباشر وغير المباشر؛ أضع هذه الأسس لتنمية الصحة النفسية لطلابنا :

 1- الاعتماد الكلي في  شرح الدروس على أسلوب  اللعب

لا يحتاج طالب الجيل الحالي إلى معلم ناقل للمعرفة يقسم له المادة إلى أجزاء صغيرة، ولكن يحتاج إلى التفاعل والحركة والمشاركة وهذه الأمور تتجلى في التعلم باللعب. إذا نظرنا إلى التعليم الفلندي المتميز عالميًا سنجد أنهم قد اعتمدوا التعلم باللعب في تعليمهم مما زاد من سعادة طلابهم.

  إن التعلم باللعب يطلق طاقات الطلاب المكنونة، ويرسم جوًا من المرح والسعادة والشغف للتعلم. 

عزيزي المعلم، قم بإعداد ألعاب بأية طريقة من الطرق واربطها بواقهم .


2- زيادة عدد فترات الراحة بين حصة وأخرى :

   لنترك الطالب يستنشق الهواء ويتحرك، ويقوم بما يحبه بعد قضاء 45 دقيقة من التعلم مع معلمه .
أقترح ان تجعل مدارسنا   فترات الراحة 15 دقيقة بين كل حصة وأخرى يمارس فيها الطالب ما يحبه ويرغب فيه، ويستعد للحصة التالية بكل نشاط، وبذلك نساعده في تحسين صحته النفسية.


3- إعداد برامج ممتعة وشيقة للطالب خلال فترة الراحة بين الحصص :

 من الممكن قيام المدرسة - خلال عملية التعلم عبر الأنترنت -  بتجميع جميع طلابها على قناة من قنوات التيمز - لمن يرغب منهم - في مشاهدة إنجازات شيوخنا أو بعض الاختراعات أو وسائل التسلية أو تمارين رياضية أو برامج لتحسين الصحة؛ وذلك لأن هناك من الطلاب من لا يعرف كيف يقضي 15 دقيقة بسعادة. 

أما  خلال التعلم المباشر داخل المدرسة تستطيع المدارس إعداد برامج شيقة خلال فترة الراحة.
4- اتباع نظام غذائي سليم وتقليل السمنة :

 أمر هام جدًا يؤثر في مستوى الطالب المعرفي إذا ما تعرض للسمنة وعدم ممارسة الرياضة حيث يصاب الطالب بالكسل والإهمال وقلة الحركة.؛ لذا لابد من وضع نظام صحي متكامل يتابع مستوى السمنة عند الطلاب وطرق التخلص منها ..

5- كسر الحواجز بين المعلم والطالب :
  • عزيزي المعلم اجعل من طلاب أبناء وأصدقاء تقرب إليهم.
  •  قم بمناداة الطالب باسمه.  
  •      قم بعمل استبانة تعارف  في بداية العام للتعرف على ما يرغبون وما يحبون واكتشف وظائف       يحلمون بها -
  •   خاطبهم بمسميات الوظائف .
هناك اختلاف في العلاقات حينما تنادي طالبًا يا محمد وبين طالب آخر يا دكتور محمد.


6- عمل استبيان أسبوعي :

 لابد من عمل استبيان أسبوعي للكشف عن ما يرغب فيه الطالب وولي الأمر وما يناسب مستوياتهم  وضرورة مراجعة كل ما يكتبونه، ثم تنفيذه في الأسبوع القادم.

 هذا الأمر سيجعل الطالب يشعر بأن رأيه ذو قيمة ويبدأ في اقتراح أمور مميزة،  ويمتلك زمام الشجاعة في النقد والتحليل وهذا ما نصبو إليه.

 
7- حوار مفتوح كل شهر : 

عزيزي المعلم ، قم بعمل حوار مفتوح مع الطلاب كل شهر للتعرف على أبرز مميزات الحصة الدرسية وأبرز العيوب وآرائهم في تطوير الحصة وتنفيذ على ما تتفق عليه معهم.


8- التعزيز المعنوي والمادي : 

عبارات التشجيع من أهم ما يجب أن يحرص على تكرارها المعلم المتميز مثل : أحسنت - رائع - مبدع .....وهذه العبارات لابد أن تظهر شفويًا وكتابيًا بناء على ما يقدمونه من مهمات.

أيضا للتعزيز المادي دور هام جدًا في تحسين حالة الطالب النفسية، وإضفاء السعادة على قلبه كشهادات التقدير .


9- اجعل للطالب دورًا خلال الحصة الدرسية : 


من أفضل الطرق تقسيم الطلاب إلى مجموعات تعاونية، وجعل لكل طالب دور في المجموعة.

 هذا الأمر سيجعله يشعر بالثقة بالنفس والسعادة والشغف  لأداء الدور.

 
10- البعد عن التقييمات والاختبارات👀 : 


يستطيع المعلم تقييم طلابه بالملاحظة المستمرة والأسئلة الدورية خلال الحصص.

 
أكثر ما يشعر الطالب بالقلق والارتباك وعدم الراحة الاختبارات والتقييمات التي ما هي إلا وسيلة روتينية  تؤثر بالسلب على صحة الطالب النفسية.

 
لكن ما الحل ؟ ! 

اجعل من حصتك شعلة من التفاعل واعقد حوارا مع طلابك حول ما درسوه نهاية كل أسبوع وقم بمناقشتهم في الاسئلة التي درسوها كل على حسب مستواه وستتعرف بسهولة على نقاط الضعف والقوة .

من الممكن تغيير المسمى من اختبار إلى ( لعبة كذا ....)

11- قم بتقريب المنهج إلى الواقع الذي يعيشونه: 

  نعم من أهم الأمور التي تبث السعادة في قلب الطالب هي أن يرى الواقع الذي يعيشه ويمارسه بين دفتي كتابه ، فيشعر بالحماسة والفرح والاستعداد للعمل كالتحدث عن سباق الهجن في دولة الإمارات .


12-لا تعاقب أو تصرخ : 

 يعاني بعض المعلمين من ظروف قاسية أو ضغوطات عائلية أو مادية أو جسدية أو نفسية، وللأسف يطلق المعلم عنان هذه الضغوطات في وجوه طلابنا.بالتالي تنشأ الخلافات بين الطالب والمعلم ما ذنب الطالب الذي خرج من بيته ذاهبًا إلى المدرسة ليتلقى العلم والسعادة أن يجد معلمًا عصبيًا أو لا يتحكم في أسلوبه؟من هنا يكره الطالب المدرسة ويعادي التعليم .

تعليم القرن الحادي والعشرين يتطلب معلمًا صحيحًا  نفسيًا، وإذا صعب عليك التحكم في نفسك، لابد أن تترك هذه المهنة، وجد ذاتك في مكان آخر .

13- قل( شكرً لك )دائمًا :

إن الشكر ثقافة وفن وقوة جذب 
قال تعالى : (لئن شكرتم لأزيدنكم )
         قام العلماء بتجارب كثيرة لدراسة تأثير الشكر على الدماغ ونظام المناعة والعمليات الدقيقة في العقل الباطن، ووجدوا أن للشكر تأثيراً محفزاً لطاقة الدماغ الإيجابية، مما يساعد الإنسان على مزيد من الإبداع وإنجاز الأعمال الجديدة. 

كما تؤكد بعض الدراسات أن الامتنان للآخرين وممارسة الشكر والإحساس الدائم بفضل الله تعالى يزيدان من قدرة النظام المناعي للجسم. وفي هذا الإطار يُعتبر الشكر فنا لا يجيده أي أحد، بل لا يتقنه كل المتعلمين، فالشكر فن وذوق وأدب وأسلوب.

لذلك فهذه الكلمة لها تأثير سحري على الطالب فتعود عليها وعود طلابك عليها.

14-ابتسم دائمًا: 


الابتسامة أقصر طريق للوصول إلى قلوب الآخرين وأنفسهم ، وتشعر طلابك بالسعادة والتفاؤل وعدم الضيق من الحصة.

15-اجلس مع طلابك خلال أوقات فراغهم :


   لابد أن نستغل أي وقت فراغ ونجلس مع طلابنا ونتحدث معهم حديث الأصدقاء، وحاول ان تجد حلولًا لما يعانون منه .


16- لا تسخر من طالب أو تسمح لأحد بالسخرية منه :


 قم بإيقاف فعاليات حصتك  إذا ما وجدت طالب يسخر من آخر ، وتحدث معه عن مساوئ هذا الامر.

فالسخرية لها آثار سلبية عظيمة منها:
1-  تقطع السخرية والاستهزاء الروابط الاجتماعية القائمة على الأخوة، والتواد، والتراحم.
2- تبذر بذور العداوة والبغضاء، وتورث الأحقاد والأضغان.

3- تولد الرغبة بالانتقام. 

17- معالجة أوجه الضعف لدى الطالب:

من عظيم الامور التي تؤثر على صحة الطالب النفسية حينما يجد نفسه أقل من مستوى الآخرين.من هنا يجب علينا علاج أوجه القصور عند الطالب فمثلًا : إذا كان بصفك طالب ضعيف في القراءة والكتابة ؛ يجب عليك -أخي المعلم - وضع البرامج التي تناسبه  ومعرفة سبب هذا الضعف وكيفية علاجه، مع تحديد فترة زمنية ومكافآت من المعلم والأسرة حينما يتغلب الطالب على هذا الضعف .

18- اجعل الطالب يختار صديقه الذي سيجلس بجانبه :


 دع الطالب يختار الشخص الذي يرتاح بالجلوس معه ، ولا تفرض عليه مكانًا أو طالبًا محددًا قد يمتغضه وبالتالي سيؤثر على صحة الطالب النفسية، ويفكر يوميًا في موعد انتهاء الحصة التي فرض عليه المعلم فيها أسلوبه. 


19- التنويع في أماكن التدريس خلال التعلم المباشر وغير المباشر :


     لا ترتكز في أسلوب تدريسك على غرفتك الصفية ولكن نوع في اماكن التدريس كالتالي:


  •   حديقة المدرسة
  • مختبر العلوم 
  • غرفة الحاسب الآلي
  • ساحة المدرسة 
  • الصالة الرياضية 
  • غرفة التمريض
  • المسجد
  • المسرح
ومن خلال التعلم عبر الإنترنت تستطيع عمل رحلات افتراضية عبر برنامج نيربود .

20-تحدث عن قدرات طلابك أمام زملائهم أثناء الحصة :

 اختر - عزيزي المعلم - ثلاثة طلاب في كل يوم ، ثم تحدث عن إمكاناتهم وأنهم يمتلكون قدرات رائعة في مجالات قد تعرفت عليها من قبل .
هذا الأمر له تأثير هائل في ثقة الطالب بنفسه، وبالتالي يؤثر إيجابيًا على صحته النفسية .


21- لا تثقل كاهل طلابك بالواجبات : 


دع الطالب يجلس مع عائلته ويستمتع ويقوم بما يحبه بعد انتهاء فترة الدراسة وبالتالي تكون صحته النفسية في غاية الرونق .


22- مشاركة الطالب في إعداد الدروس اليومية :


لمن  يرغب من طلابك في إعداد الدروس اترك له المجال بإعداد الدرس كما يرغب وبأي طريقة يحب 




23- اترك الفرصة أمام الطالب كي يسأل ويعبر : 


بعد انتهاء وتحقيق كل هدف دع فرصة للطلاب كي يسألوا ويعبروا؛ فالغرض ليس كم المعلومات ولكن نوعية المعلومات، وهل تعلمها الطالب أم لا ؟

نجد كثير من المعلمين يتسرعون في الانتقال إلى تحقيق الهدف الثاني دون التأكد من تحقيق الهدف الاول، وهذا الأمر يشعر الطالب بالتوتر والقلق بسبب صعوبة المعلومات وتوارد أسئلة في عقله دونما حلول .

لذلك هناك طرق كثيرة لفتح الباب امام الطالب كي يسأل ويعبر منها : 
  
  • الحوار الشفهي
  • استخدام تطبيقات مثل : PADLET - MINTIMETER- NEARPOD-.........
  • حائط الأسئلة : قم باستخدام لوحة ورقية واكتب عليها حائط الأسئلة، وبعد انتهاء الحصة اترك الفرصة لطلابك بكتابة أسئلتهم في ورقة صغيرة ثم لصقها على هذه اللوحة .

24- تمارين التنفس داخل الصف :


    أحيانًا يفتقد الطالب إلى قدر كاف من الاوكسجين بسبب عادات يومية كثيرة خاطئة .
لذلك أقترح - بعد تجربة هذا الامر مع طلابي - ان تجعل طلابك يقفون ثم يقومون بعمل تمرين التنفس بسحب الاوكسجين عن طريق الانف مع إغلاق الفم والاحتفاظ به لخمس ثوان ثم إخراج ثاني أكسيد الكربون من الفم مع حركة الذراع الدائرية ؛ ثم الجري قليلًا في اماكنهم .
 هذا الامر له عظيم الاثر في تحسين حالة  الطالب المزاجية وتجعله يشعر باستعادة نشاطه. 


25- تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين لدى طلابنا :


   يرى الطالب يوميًأ عالم سيطرت عليه التكنولوجيا ومهارات القرن 21 ويفكر دائمًا في مواكبة هذا التغير 

إذا ما وجد الطالب طرق التدريس المستخدمة كالمحاضرة لا تتناسب مع متطلبات القرن سيشعر بالتوتر وفقدان الثقة بالدراسة وبنفسه وأن المدرسة بيئة عقيمة وقديمة الفكر

لذا :
امنحوا  الطلاب القدرة على حل المشاكل المعقدة وغير المحددة ومختلفة التخصصات 
 علموهم التفكير المتعمق خارج الصندق وغير التقليدي .
امنحوا الطلاب مهارات اجتماعية يستخدمونها في حياتهم اليومية 
امنحوا الطلاب قدرة على التواصل المعقد 
فتشوا عن مصادر معلومات جديدة تدعمهم  

26 - المشاركة باستمرار أثناء الحصص : 

    يحتاج الطالب إلى المشاركة باستمرار وعدم التركيز على بعض الطلاب مما يؤثر على الصحة النفسية للآخرين


27- التعلم التعاوني وليس الفردي ( يعمل الطالب في فريق) : 

فللتعلم التعاوني فوائد عديدة منها :
يتيح للتلاميذ التفاعل وتبادل الأفكار الآراء أثناء الدراسة وتوضيحها بحرية .
يوفر الفرصة الملائمة للتواصل وبناء العلاقات الإنسانية بين التلاميذ
يسهم التعلم التعاوني في تعليم التلاميذ كثيرا من القيم والاتجاهات مثل التعاون وبناء الثقة
ارتفاع معدلات التحصيل عند الطلاب وزيادة القدرة على التذكر
تحسين قدرات التفكير عند الطلبة .
انخفاض المشكلات السلوكية لدى الطلبة .
زيادة الحافز الذاتي نحو التعلم .
سيعتاد الطالب العمل مع الفريق 

يجب أن نبتعد عن الفردية في التعليم ونركز على التعلم التعاوني -

28- الاعتماد على الأدوات الرقمية وليس الورقية :

   فلننظر إلى الجيل الحالي الذي نشأ في عالم فياض من الأدوات الرقمية المتنوعة لذا يجب أن نركز على هذا الامر في طرق وأسايب التدريس  وإعداد أنشطة تستخدم ادوات رقمية مجدية مع تطوير مهارات القرن 21.

تخيل ما يتطلبه العيش في المجتمع بعد 30 سنة من الدراسة بالنسبة للطالب وحاول ان تبحث عن ما يفيدهم بعد قضاء هذا العمر


29- إعداد الطالب للعمل وليس للشهادة :


   لقد تغير مفهوم العمل من التركيز على الصناعات التقليدية إلى الوظائف الخدمية كما حلت الأنظمة التكنولوجية محل بعض المهام
وفقًا لمكتب الولايات المتحدة الامريكية للإحصاءات بين عامي 1995 ، 2005 فقدت 3 ملايين وظيفة من وظائف التصنيع بينما في الفترة ذاتها تم إنشاء 17 مليون وظيفة خدمية وبالتالي فإن الطلب الآن وفي المستقبل يقع على المهارات غير الروتينية كالتفكير المتعمق 

لذا يجب علينا كمعلمين إعادة النظر في بناء التعليم والتعلم والتقييم، فالفصول القديمة تم إعدادها لغرض معين ولمجموعة محددة وفقا لظروف ذاك العصر كما أن المستقبل كان به درجة معقولة  من الضمان ، لكن مجتمعنا الحالي يختلف تمامًا عما سبق

لذلك أصبح النموذج الصناعي للتوظيف الذي يتطلب مهارات محددة للعمل بوظيفة محددة ومهام متكررة  نموذجًا عقيمًا للغاية.

30- لا للحقائب المدرسية :

إرهاق شديد للطالب والأفضل الكتب الاكترونية 

31- التغذية الراجعة الفعالة. :

حينما تقول جيد هذا العمل لابد وأن نوضح ما الجيد وكذلك بالنسبة للأخطاء لابد وأن نوضح للطالب كيف يعدل هذه الأخطاء 

32- ربط الطالب بمشكلات من العالم الحقيقي لمحاولة حلها 




MOHAMED TARABAI



إ

ليست هناك تعليقات