كيف نحول تعلم الطالب من تعلم مؤقت إلى تعلم مستدام
(
كيف نحول تعلم الطالب من تعلم مؤقت إلى تعلم مستدام ؟)
عزيزي المعلم ، هل لاحظت مدى التطور التكنولوجي والتسارع الهائل في منظومة التعليم والتعلم ، أما زلت تستلم وتسلم أفكارك إلى الطرق التقليدية بالتدريس، وتخضع لها ، أما زلت تعتقد أنك المتحكم الأول بالعملية التعليمية وأن دور الطالب يقتصر فقط على الانبهار بما يقدمه المعلم والإعجاب به.
فلترفع عن نفسك عباءة التقليد الأعمى وقبعة التحكم في العملية التعليمية بالصف الدراسي وتترك للطالب فرصة التصميم والتعبير عن رأيه وأفكاره ، مهد له طريقا يخطو بأنامله الصغيرة على نهجه ، دربه على ما انت بارع فيه ،واجعله يصمم ويعرض ويتحدث ويناقش ويستمتع إلى أقصى درجة
من خلال عملي بالتدريس كمعلم بدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار اثنا عشر عامًا ؛ لاحظت إهمال العديد من المعلمين لجانب هام جدًا وهو الجانب الواجب على المعلم أن يمنحه كل ما لديه ألا وهو- الجانب الإبداعي والتصميمي- من قبل الطالب وتحويل تعلم الطالب من نعلم مؤقت إلى تعلم مستدام حيث يعتمد المعلم على منهج دراسي يلتزم به إلى أقصى درجة ويقدم المعلومات من خلاله للطلاب على طبق من ذهب ، ويسرع بأقصى قدرة للانتهاء من المنهج قبل موعده ولكن ؟! ماذا استفاد الطالب ؟! ما الذي يجمله معه وقد برع فيه في عامه القادم ؟
للأسف معلومات فقط من أجل الاختبار التحصيلي ولكن تلاشت المهارات واندثر ما يملكه من شغف وأفكار وطاقة وتحولت إلى ملل ولامبالاة تظهر على وجوه الطلاب أثناء الحصص الدراسية .
لذا يجب أن يبادر المعلم وبمنح الطالب فرصة للتعبير عن نفسه أمام الطلاب والعائلة بل أمام العالم بأسره بثقة وارتياح ، ومن هنا تبادرت لدي فكرة مبادرة رواد مسبار الأمل حيث تم اختيار مجموعة من البرامج التي يستطيع الطالب من خلالها أن يصمم مسابقات وأفلام كرتونية وينتج عروضا تقديمية وينشئ رحلات افتراضية وربط كل برنامج بمهارات القرن الحادي والعشرين، وقد ساعدت المبادرة على تطور مستوى الطلاب بشكل هائل فاستطاع من خلالها التواصل مع زملائه والتعاون معهم وقدم حلول لمشكلات وأصبح قادرًا على الإبداع وبناء المعرفة .
وبفضل هذه المبادرة تحولت حصص اللغة العربية التي أنفذها من حصص تقليدية إلى حصص ممتعة يقودها الطالب بثقة واستمتاع ولاسيما تصميم الطلاب للأفلام الكرتونية .
وقد أوضحت أثر تصميم الطلاب لأفلام كرتونية على زيادة الدافعية والتحصيل الدراسي لديهم من خلال بحث قمت بإعداده وتم نشره بمجلة التربية النوعية بجمهورية مصر العربية ، كما قمت عرضه بالمؤتمر العلمي الدولي الذي تم انعقاده بتاريخ 23/12/ 2022تحت رئاسة وزير التربية والتعليم السابق وأستاذ تخطيط التعليم بجامعة المنصورة الأستاذ الدكتور الهلالي الشربيني الهلالي وأمين عام المؤتمر الأستاذ الدكتور ماجد محمد عثمان عميد كلية التربية بنين جامعة الأزهر ونخبة من البارزين بالمجتمع حيث كانت نتائج الدراسة تحث على أن تصميم الطالب للفيلم الكرتوني له أثر بارز في تطور مستواه اللغوي والتحدث بالفصحى وزيادة الدافعية لديهم وتم استخدام المنهج شيه التجريبي بالدراسة على عينة تكونت من ثمانية عشر طالبًا وقد لاقى العرض إعجاب الحضور وأثنوا عليه بشكل كبير .
لذا فمن الضروري عزيزي المعلم ، أن نمنح الطالب أدوات تمكنه من التميز والتعبير عن إبداعه وأفكاره على نحو مستدام.
.
بقلم د.محمد السيد عبد الوهاب طرباي
23-12-2022
ليست هناك تعليقات